بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
التلوث البيئي الناتج عن غياب شبكة الصرف الصحي (منطقة الوالدية نموذجا)
التلوث البيئي الناتج عن غياب شبكة الصرف الصحي (منطقة الوالدية نموذجا)
يعتبر غياب شبكة الصرف الصحي من المشاكل الكبرى التي يعاني منها العالم في عصرنا الحالي نظرا للكثافة السكانية المتزايدة التي أصبحت تشكلها التجمعات السكنية مما يجعل من المياه العادمة عاملا يهدد البيئة و الصحة العامة لدى عموم السكان بالعديد من المدن و القرى في شتى بقاع العالم، و من بين المناطق التي تعاني من هاته الآفة ؛ منطقة الوالدية و الدواوير التابعة لها، حيث تلجأ العديد من الأسر إلى حَفْرِ حُفَر من أجل طمر النفايات السائلة المترتبة عن الأشغال المنزلية دون مراعاة الضوابط الصحية. فما طبيعة المشاكل البيئية و الصحية الناتجة عن هاته الظاهرة ؟ وما أنواع البكتيريات التي يتسبب في تفشيها هذا التلوث؟ و هل تعد الطبقات الصخرية المميزة للمنطقة مرشحات طبيعية تسهم في تفادي تلوث الفرشات المائية و التربة؟ فإذا كان الجواب إيجابيا فما طبيعة التأثيرات الصحية على الكائنات الحية ومن ضمنها الإنسان؟ و ما هي الحلول المقترحة لمعالجتها؟
للإجابة عن كل هذه التساؤلات وغيرها قمنا بمجموعة من المقابلات مع خبراء و متخصصين في المجال البيئي. و في هذا الصدد قابلنا السيد "عبد الكبير الكراز" و هو مختص بقضايا علم الاجتماع البيئي و الذي كانت مداخلته كما يلي:
"واقعيا؛ بمنطقة الوالدية هناك تلوث بيئي للمياه الجوفية ناتج عن مياه الصرف الصحي التي تدبر بطريقة عشوائية و لا تحترم السلامة الصحية و المعايير المعمول بها, حيث عندما تغيب شبكة الصرف الصحي وفق المعايير العلمية للمنظمات الصحية المتعارف عليها دوليا تلجا الساكنة الى الحلول السهلة مثل حفر حُفَرٍ عشوائية للبحث عن مسامات تمكن من تسرب مياه الصرف الصحي لباطن الارض مما يؤدي الى تلوث المياه
الجوفية, و بالتالي يكون أول المتضررين هو الملوث في ذاته، لأنه يعيد استعمالها في حياته اليومية سواء في مجال السقي أو الشرب … "
و للتعرف أكثر على مخاطر هذا النوع من التلوث قمنا بمقابلة كل من أستاذي مادة علوم الحياة و الأرض، ذ؛ "بوشعيب مديح" و ذ؛ "يوسف سرحاني" اللذان يدرسان بالثانوية التأهيلية محمد الخامس بالوالدية، حيث اتفقا على نفس وجهة النظر المتمثلة في تأثير المياه العادمة على الفرشة المائية بحسب أنواع الطبقات الجيولوجية المكونة للمنطقة وفق الرأي الآتي:
"كلما كانت الطبقات مسامية/نفادة ( وجود مسامات, شقوق...), كلما تسربت هذه المياه في اتجاه الفرشة المائية, و تتميز منطقة الوالدية بوجود صخور الكلس غير النفادة , لكن يظهر على مستواها ما يسمى بالكارست (CARST) و هي عبارة عن تجاويف كبيرة ناتجة عن ذوبان الصخور الكلسية بفعل الأمطار الحمضية، مما يسهل تسرب الملوثات التي تحتويها مياه الصرف الصحي نحو الفرشة المائية."
تعد مياه الصرف الصحي بيئة ملاءمة لمجموعة من البكتيريات الضارة المتسببة في ظهور أوبئة خطيرة كباكتيريا فبريو كوليرا (vibrio cholera) التي تنتج ظهور حالات مرضية تتميز أعراضها بنوبات إسهال حادة, و انتشار بكتيريا السالمونيلا(salmonella) و المتميزة بقدرتها الكبيرة على العيش داخل أمعاء الإنسان و غيرها من البكتيريات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي الى انتشار آفات خطيرة تؤثر على البشرية عامة.
ولاقتراح حلول لمعالجة هذه الظاهرة، قمنا بزيارة محطة معالجة المياه العادمة بالوالدية، حيث التقينا بمسؤول هذه الأخيرة السيد "عادل الناجي" و الذي أكد على أهمية محطات المعالجة و دورها في إعادة تدوير المياه العادمة وفق المداخلة التالية :
"تمر المياه العادمة بعدة مراحل محكمة لمعالجتها بهدف تنقيتها من الملوثات وإعادة استعمالها، حيث تبدأ بمعالجة أولية يتم من خلالها إزالة الأجسام الصلبة كالقنينات البلاستيكية و غيرها و بعدها تمر عبر مرحلة أخرى لإزالة الزيوت و الرمال ثم بعدها تتم عملية التهوية وفي المرحلة الأخيرة يتم ترك المياه تحت تأثير الشمس. "
و أكد السيد الناجي ان من بين المشاكل التي يعاني منها المركز هو رمي المواطنين للأجسام الصلبة في مجاري مياه الصرف الصحي مما يؤثر على جودة المعالجة و الإضرار بتجهيزات المحطة داعيا المواطنين و المجتمع المدرسي خاصة إلى عدم رمي الأزبال في المجاري
● الحلول المقترحة :
كما تطرقنا سابقا، تتوفر مدينة الوالدية على محطة لمعالجة المياه العادمة مما يعطي فرصة لربط هذه الأخيرة بباقي الدواوير المحيطة بها و في هذا الإطار قمنا باستفسار السيد الناجي عن هاته الإمكانية فكان جوابه كالتالي
"تقنيا ليس هنالك مانع، يكفي أن يكون توافق بين الأطراف المتدخلة في هاته العملية من جماعة و مسؤولين عن تدبير المياه العادمة."
و من بين الحلول التي يمكن اللجوء إليها كذلك هي فرض معايير مضبوطة على إنشاء الحفر الصحية من أجل تخزين المياه العادمة دون تسربها إلى التربة و باطن الأرض و معالجتها في محطات المعالجة عن طريق نقلها بالشاحنة المخصصة من طرف الجماعة لهذا الغرض و القيام كذلك بحملات تحسيسية من أجل التوعية بالآثار الناجمة عن الحفر العشوائية للمرافق الصحية.
خلاصة القول ، ان في عصرنا الحالي اصبحت العديد من مدن و قرى العالم تعاني من غياب شبكة الصرف الصحي ، باعتبار هذه الاخيرة تحتوي على مخلفات و مواد ضارة كالباكتيريا و الفيروسات التي تترتب عنها امراض معدية كالكوليرا و التيفوئيد اذا لم يتم معالجتها بشكل صحيح ، بينما كذلك تؤدي الى تلوث الفرشة المائية باعتبارها نظاما بيئيا حساسا ، فعندما تتسرب تلك المياه العادمة الى باطن الارض فهي تؤثر بشكل مباشر عليها فتفقد جودتها و صلاحيتها ، و لذلك وجب على الحكومات و المؤسسات المتخصصة بهذا الشأن اتخاد حلول منطقية و تطويرها من اجل تفادي حدة تأثيرها. بينما يجب كذلك نشر التوعية حول اهمية العناية بالفرشة المائية عن طريق الالتزام بالسلوكيات الصحيحة مثل الحفاظ على المياه و التفكير بشكل عقلاني في كيفية التخلص من النفايات دافعا لتجنب تأثيرها على الصحة العامة لدى الكائنات الحية و البيئة . و ختاما لهذا الربورتاج الصحفي ، فان الانسان يعد هو المسؤول الرئيسي لتلوث الفرشة المائية و هو اول متضرر به.
من إعداد: إلهام حزكور - هناء اسماعيل - ملاك الدغوغي
من تأطير: الأستاذ أسامة الوليد
صنف المشاركة: الروبورطاج الصحفي
المؤسسة: ثانوية محمد الخامس التأهيلية
19 أبريل 2023
مواضيع مماثلة
» التلوث البيئي باللدائن البلاستيكية في المحيطات
» كلمة الخبير البيئي حميد رشيل في الندوة البيئية عن بعد حول موضوع: "أدوار #المجتمع_المدني في المحافظة على #الأراضي_الرطبة؛ محمية سيدي بوغابة نموذجا".
» العلاج النفسي بالطبيعة .... المشي بين أحضان الطبيعة نموذجا".
» استمرار جرف الرمال بالمهدية مع تزايد نسبة اختفاء شاطئها سنة بعد أخرى ومع اقتراب رفع الحجر الصحي، واقتراب موسم الاصطياف لموسم 2020.
» ندوة حول: "العمل الرعائي والاقتصاد غير المنتظم" لفائدة منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
» كلمة الخبير البيئي حميد رشيل في الندوة البيئية عن بعد حول موضوع: "أدوار #المجتمع_المدني في المحافظة على #الأراضي_الرطبة؛ محمية سيدي بوغابة نموذجا".
» العلاج النفسي بالطبيعة .... المشي بين أحضان الطبيعة نموذجا".
» استمرار جرف الرمال بالمهدية مع تزايد نسبة اختفاء شاطئها سنة بعد أخرى ومع اقتراب رفع الحجر الصحي، واقتراب موسم الاصطياف لموسم 2020.
» ندوة حول: "العمل الرعائي والاقتصاد غير المنتظم" لفائدة منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء أبريل 19, 2023 10:12 am من طرف Admin
» الإعلان عن تنظيم مائدة مستديرة علمية يوم السبت 28 يناير 2023 بمقر جماعة القنيطرة بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة بالقنيطرة المغرب
الإثنين يناير 23, 2023 11:33 am من طرف Admin
» بلاغ صحفي للحملة الترافعية للحق في الحصول على المعلومة البيئية والمناخية والتنموية المتاحة بالقنيطرة
الثلاثاء مايو 18, 2021 3:42 pm من طرف Admin
» مراسلة بيئية من براعم القلعة الكبرى بسوسة بمناسبة اليوم الدولي لامنا الأرض تحت شعار “استعادة أرضنا” من خلال الحد من تناثر البلاستيك
الجمعة أبريل 23, 2021 9:34 am من طرف Admin
» العالم يحتفي باليوم الدولي لامنا الأرض بشعار “استعادة أرضنا”
الجمعة أبريل 23, 2021 9:11 am من طرف Admin
» يوم أمنا الأرض ـ 2021»: كيف نستعيد أرضنا؟
الجمعة أبريل 23, 2021 9:04 am من طرف Admin
» الخرجة الميدانية الدراسية الإستطلاعية الإيكولوجية بمحمية سيدي بوغابة
الثلاثاء أبريل 13, 2021 10:31 am من طرف Admin
» اليوم العالمي للغابات 21 مارس
الثلاثاء أبريل 06, 2021 9:47 am من طرف Admin
» مراسلة بيئية من سوسة: "البراعم البيئيون يقترحون رسكلة الورق من أجل حماية الغابات".
الثلاثاء أبريل 06, 2021 9:46 am من طرف Admin