إعلان القنيطرة الدولي 2021 من أجل حياة الأراضي الرطبة وحق المياه للجميع

إعلان مدينة القنيطرة للحملة البيئية الدولية بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة  2 فبراير 2021  المنظمة من طرف جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ وشركائها. حيث اتخذ موضوع هذا العام: ”لا ينفصلون؛ المياه والأراضي الرطبة والحياة“.
بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للأراضي الرطبة، الذي يحتفى به في 2 فبراير من كل سنة. نظمت جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ في إطار حملتها السنوية بمناسبة هذا اليوم لإذكاء الوعي الثقافي بالقضايا البيئية والمناخية والمناطق الرطبة والماء على وجه الخصوص. عدة أنشطة بيئية ثقافية وتحسيسية وندوة دولية حول دور الأراضي الرطبة في الحد من تغير المناخ والآفات ومكانتها في التنمية المحلية، وذلك بشراكة مع جماعة القنيطرة والمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالقنيطرة، والجمعية المغربية اليد في العجين، والمنتدى العالمي للبيئة والمناخ التابع لأكاديمية إثراء للمعرفة، ومشاركة فتيان وفتيات نادي البيئة بمدرسة حي النزهة بالقلعة الكبرى سوسة تونس وجمعية نجمة الغرب للتنمية الشاملة والتعاون، ومؤسسات تعليمية والتي عرفت تغطية إعلامية كل من طرف الإذاعة الوطنية بالرباط والأمازيغية والإذاعة الجهوية بطنجة ومنابر إلكترونية على الشبكة العنكبوتية.
لان الأراضي الرطبة تعتبر كأنظمة إيكولوجية أساسية و أوساط معيشية ضرورية فان هذه المناطق الرطبة لديها قدرة تخزين وإعادة تشكيل كميات كبيرة من المياه تدريجيا مما يسمح بالمحافظة على تزويد منسوب المياه الجوفية و السطحية.
وتم تحديد في هذا الإعلان الأسباب (لماذا نحمي الأراضي الرطبة؟)، والغايات (ماذا نجني من حماية الأراضي الرطبة؟)، والواجبات (ما العمل اتجاه الأراضي الرطبة؟)، والسلوكيات (كيف نغير السلوك اتجاه الأراضي الرطبة؟).
1- الأسباب: لماذا نحمي للأراضي الرطبة؟
• لان تقرير للأمم المتحدة نشر 2019، حذر من أن الملوثات في نظم المياه العذبة لدينا ستشهد مقاومة مضادة للميكروبات تصبح السبب الرئيسي للوفاة بحلول عام 2050 ويؤثر اضطراب الغدد الصماء على خصوبة الذكر والأنثى، وكذلك النمو العصبي للطفل.
• لأن حوالي 75 بالمئة من الكوارث الطبيعية لها علاقة بالمياه و ,22 مليار شخص يعيشون من دون مياه صالحة للشرب مما يؤدي إلى وفاة 485 الف شخص سنويا، في حين أن فقدان المناطق الرطبة للمياه الصالحة للشرب يكلف سنويا 2,7 مليار دولار من الخدمات.
• لأن الأراضي الرطبة تقوم بتخزين وتنقية المياه، وتوفير الغذاء، وتوفير المأوى لـ 40 في المائة من أنواع الكائنات الموجودة على كوكب الأرض، والحماية من الفيضانات والعواصف.
• لأنها تلعب دورا مهما للحد من آثار تغير المناخ من خلال  امتصاص ثنائي أوكسيد الكربون الذي يوجد في الهواء، وتخزين الكربون الموجود في الغابات.
• لأن فقدان الأراضي الرطبة وتلوثها يؤدي إلى تفاقم أزمة المياه التي تهدد جميع أشكال الحياة، حيث اختفى ما يقرب من 90 في المائة من الأراضي الرطبة في العالم منذ سنة 1700، ويختفي ما تبقى منها بمعدل ثلاث مرات أسرع من الغابات. كما أن نوعا واحدا من كل ثلاثة أنواع من الكائنات الحية المتواجدة في المياه العذبة مهدد بالانقراض.
2- الغايات: ماذا نجني من حمايتنا للأراضي الرطبة؟
• سيكون لدينا ما يكفي من المياه إذا قمنا بتقدير وإدارة الأراضي الرطبة والمياه بشكل أفضل - وإذا رأينا ذلك كمسؤولية جماعية؛
• سيمكن حماية الأراضي الرطبة واستعادتها واستخدامها الحكيم من تلبية الطلب المتزايد على المياه بشكل مستدام؛
• سيمكن من تحقيق أقصى قدر من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي بطريقة عادلة دون المساس باستدامة النظم البيئية من خلال التنسيق بين استغلال المياه والأراضي والموارد؛
• سنتمكن من مشاهدة والتعرف على الطيور المهاجرة والتنوع البيولوجي الفريد عن قرب للأراضي الرطبة؛  
• سيكون لدينا  ما يكفي من فضاءات الترفيه على النفس، لإزالة ضغط وضجيج البيئة الحضرية سواء في موائل السكن أو العمل؛
• سيكون للشباب والمرأة فرص ذاتية متنوعة للاندماج الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع بالأراضي الرطبة؛
• سيمكن من ننشر السلم بين الشعوب،  لان ندرة المياه كانت محركا رئيسيا للنزاعات في 45 دولة على الأقل في سنة 2017، وهناك حاجة إلى زيادة في المياه بنسبة 14 في المائة من أجل رفع الإنتاج الفلاحي العالمي بنسبة 70 في المائة بحلول سنة 2050 لتلبية احتياجات 10 مليارات شخص.



صورة عامة لمحمية مرجة الفوارات بالقنيطرة المغرب (جمعية المنارات الإيكولوجية - أكتوبر 2020)

3- الواجبات: ما العمل اتجاه الأراضي الرطبة؟
• العمل على وقف تدمير الأراضي الرطبة والعمل على استعادة المتدهورة منها مجتمعات وحكومات؛
• العمل على توقف عن بناء السدود على الأنهار أو الإفراط في سحب المياه من طبقات المياه الجوفية؛
• حث أصحاب القرار على الاعتماد على الصناعة الذكية يمكن أن تخفض حوالي 50% من استعمالاتها المائية؛
• العمل على أن تؤمن الفلاحة غذاءنا، وحماية المناطق الرطبة والماء في آن واحد؛
• العمل على المساهمة في معالجة مشكلة التلوث وتنضيف مصادر المياه العذبة؛
• الترافع من أجل اتخاذ الحكومة إجراءات فعالة للحد من تدفق 8 ملايين طن من التلوث البلاستيكي الذي ينتهي به المطاف  في المياه ثم المحيطات كل عام؛
• العمل على زِيادة كفاءة استغلال المياه، واستخدام الأراضي الرطبة بحكامة؛
• العمل على دمج المياه والأراضي الرطبة في خطط التنمية وإدارة الموارد؛
• العمل على عدم تضييع الطعام. حيث يمكن أن يوفر حجم المياه اللازمة لملء بحيرة جنيف 3 مرات في السنة، وذلك عن طريق تقليل نفايات الطعام من المزرعة إلى مستهلك ( وهو ما سيوفر حوالي 1.3 مليار طن)؛
• العمل على حث المتدخلين لزيادة الاستثمارات في الأراضي الرطبة كحل من الحلول القائمة على الطبيعة لإدارة موارد المياه، والتي تقل حاليًا عن %1 ،دون إغفال استحالة إعادة تشكيل المياه المستعملة؛
• العمل على دمج إدارة موارد المياه في السياسات القطاعية والتخطيط على المستويات المحلية والوطنية والدولية؛
• العمل على حث أصحاب القرار للتحرك نحو مسار تنمية أكثر استدامة، لأنه لا يزال ينقص الدعم الكافي من قبل قادة القطاع العام والقطاع التجاري والسياسي الذين يتشبثون بنماذج الإنتاج والتطوير التي أصبحت متجاوزة اليوم لتلبي الحاجيات؛
• العمل على بلورة برامج الإدارة المندمجة والمتكاملة للموارد المائية للأراضي الرطبة للحفاظ عليها وتنميتها.

4- السلوكيات: كيف نغير السلوك اتجاه الأراضي الرطبة؟
• بتحسيس العموم بقيمة وأهمية المناطق الرطبة في إطار برامج  مندمجة للتربية البيئية؛
• بالتعريف بمختلف الخدمات التي تقدمها الأراضي الرطبة للإنسانية والوسط الطبيعي؛
• بالقيام بفعاليات محلية، ووطنية، ودولية من أجل إنقاذ المناطق الرطبة وفق مقاربة تشاركية حول هذه الأراضي؛
• بالعمل على إذكاء الوعي الثقافي بأهمية النزهة البيئية والسياحة الإيكولوجية والاقتصاد التضامني التقليدي في حماية الأراضي الرطبة؛
• بالعمل على تشجع الشراكة لاهتمام بالأراضي الرطبة من خلال إلهام وتثقيف وتمكين الأمم والشعوب من تحسين نوعية حياتها دون المساس بأنظمتها الإيكولوجية.
وبالرغم من هذه الفترة العصيبة التي نعيشها، والتي انكب فيها البشر على أنفسهم خوفا من الإصابة بفيروس (كوفيد-19)، انتعشت البيئة وتخلصت من أدرانها بفضل انخفاض مستوى تلوث الهواء، المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري المؤدي لتغير المناخ، وتلوث المياه، المسبب في نفوق العديد من الكائنات الحيوانية وعلى رأسها الطيور والسلاحف... في العديد من المناطق بالمغرب وعلى المستوى العالمي، غير أن حماية هذه المنظومة الحيوية لن تتأتى إلا بالتوقف عن تدمير الأراضي الرطبة واستعادة المتدهورة منها، والتوقف عن بناء السدود على الأنهار وعن الإفراط في سحب المياه الجوفية، وكذا من خلال دمج الأراضي الرطبة في مخططات التنمية وإدارة حكيمة لموارد الطبيعية وغيرها.

”إذن فلنعمل جميعا على التعريف بأهمية ودور المناطق الرطبة للعموم، والعمل على حمايتها والمحافظة عليها أينما وجدت“
جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ القنيطرة المغرب، الثلاثاء 2 فبراير 2021
 

صورة لطيور النحام الوردي بمحمية مرجة الفوارات بالقنيطرة المغرب (جمعية المنارات الإيكولوجية - نونبر 2020).