في زمن كورونا ... نفوق أسماك واد أم الربيع ينذر بكارثة بيئية نواحي أزمور... والفاعلون البيئيون يدقون ناقوس الخطر... وينادون بالدخل العاجل لمختلف القطاعات الوصية!!!

في إطار برنامج جمعية المنارات الإيكولوجية لتتبع الشأن البيئي بالمغرب،
فاعلون بيئيون يدقون ناقوس الخطر وينادون بالتدخل العاجل بأزمور نتيجة تدهور الحالة البيئية لمصب نهر أم الربيع، ونفوق جماعي لأسماكه.

يعيش نهر أم الربيع منذ مدة حالة قصوى من التدهور البيئي وتراجع جودة مياهه لكن ما أثار الانتباه في الأسابيع القليلة الماضية لشهري ماي ويونيو هو حالة نفوق الأسماك بشكل كبير في منطقة المصب على بعد كلمترات معدودة من نقطة التقاءه بالمحيط أو ما يعرف بالمياه المالحة، هذا النفوق الغريب لأسماك على اختلاف أنواعها وأحجامها دفع بعدة فعاليات جمعوية وناشطين بئيين إلى الخروج عن صمتهم و يدقون ناقوس الخطر حول وضعيته والتي وصفوها بالكارثية في ضل طرح عدة تساؤلات عن أسباب ومسببات ما يقع بنهر يشكل شرايين الحياة بمنطقة شاسعة وعلى رأسها مدينة أزمور .

وفي ظل هذه الوضعية، أصدرت العديد من الجمعيات البيئية بأزمور بلاغات وضحت من خلاله خيوط الحالة البيئية الخطيرة التي يعرفها نهر ام الربيع شريان الحياة لازمور والدائرة، وقد أكدت البلاغات في مجملها أن الشريط النهري لام الربيع يشهد تلوثا خطيرا وانحباسا في المصب بفعل تراكم الرمال، كما أصبحت تطفو فوق مياهه اسماك نفقت بفعل السموم التي تحملها المياه العادمة التي تصب في نهر وهو المروث الطبيعي اللامادي التاريخ لمدينة أزمور.

وبينما حاولت جهات محلية من جمعويين ومختصين في مجال البيئة والتلوث، تحديد أسباب النفوق الجماعي للأسماك في عدم جرف الرمال والحصى، كذبت أخرى ذلك وأشارت إلى أن مافيا الرمال، هي التي تطلق تلك الادعاءات، في محاولة منها لكسب الضوء الأخضر من قبل السلطات للإجهاز على ما تبقى من الثروات في هذا المصب، مؤكدة في السياق نفسه أن مصدر الكارثة التي ضربت الثروة السمكية، يعود بالأساس إلى الجفاف والإغلاق التام لسد بن معاشو، ما خلف تجفف مياه النهر في المنطقة الفاصلة بين السد سالف الذكر، الذي يوفر الماء الشروب لإقليم الجديدة، والحاجز الإسمنتي المشيد منذ الثمانينات عند المصب بجماعة أولاد رحمون.

كما اعتبروا أن إغلاق السد بسبب ندرة التساقطات المطرية، ومنع المياه من التوجه نحو المصب بالمحيط الأطلسي، إضافة إلى الحاجز الإسمنتي بالقرب من المصب والذي يطلق عليه (سد المزاوير)، سببت تجفف مياه المجرى لدرجة أنه تحول إلى “ضايات” أو مستنقعات متفرقة، الشيء الذي يؤدي إلى نفوق الأسماك عند تجففها بدورها، إذ تعيش في النهر أسماك من قبل السنور ويطلق عليه أهالي المنطقة النون، والشوك والبوري، وهي ثروة مهمة.

فالمصب يتوزع على ثلاثة أجزاء،
- الجزء الأول: من البحر إلى “الطبلة” أي حاجز المزاوير، وهو جزء يتميز بملوحته ولا يصلح للسقي، ويوفر له البحر المياه باستمرار، ورغم أن أسماك هذا الجزء لم تتضرر إلا أنه يتعرض بدوره إلى كوارث، بسبب تحويله إلى مصب لنفايات المياه العادمة لجماعتي سيدي علي بن حمدوش والحوزية، وهو ما سبق التحذير من تأثيراته والمطالبة بإخراج محطة معالجة المياه العادمة للوجود.
- أما الجزء الثاني: فهو الذي يعرف تأثرا كبيرا ويقع بين الطبلة أي الحاجز الإسمنتي المزاوير، وسد بن معاشو، ويتميز بمائه العذب، وقد تسبب الجفاف الذي تعرفه البلاد منذ ثلاث سنوات، في تأزم الوضعية هذه السنة، سيما بعد إغلاق سد بن معاشو منذ أربعة أشهر، ومنع المياه من الوصول إلى الجزء الثاني، ما أدى إلى تضاؤل المياه وتجففها بفعل الحرارة، والنفوق الجماعي للأسماك.
- وثم الجزء الثالث: هو الذي يتجاوز سد بن معاشو، ولا يعرف بدوره أي مشكل.

وطالبت فعاليات بيئية للحد من هذه الكارثة البيئية قطاعات البيئة والصحة والجماعة الترابية والسلطات المحلية والإقليمية وجهة الدر البيضاء سطات تحمل مسؤولياتهم لما يقع لنهر ام الربيع من المنبع إلى المصب . كما طالبت الوكالة الوطنية لتوزيع الماء والكهرباء الجديدة وسيدي بنور بإخراج مشروع محطة تصفية أم الربيع إلى الوجود خصوصا أن الاعتمادات المالية رصدت منذ مدة والدراسات منتهية منذ سنوات .
كما دعت جميع الفعاليات السياسية والمدنية والحقوقية الترافع على هذا النهر المغربي المرتبط بتاريخ مدينة عتيقة طالها التهميش كحال نهرها الذي يحتضر في انتظار المستقبل المجهول.
بنرامل مصطفى
20 يونيو 2020