أسماك بحيرة سيدي بوغابة تنفق في مياه بحيرتها!!!

في إطار تتبع جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ بالقنيطرة للشأن والقضايا البيئية على الصعيد الوطني تعرف في إطار برنامجها الثقافي والتوعوي. تناقت العديدي من مواقع التواصل الاجتماعي فيديو الظاهرة غريبة المتمثلة في نفوق عدد كبير من أسماك محمية سيدي بوغابة هذه الأيام.
والذي صور من طرف جمعية المغربية الاقتصاد الأخضر من أجل البيئىة والعدالة المناخية بالقنيطرة، إثر زيارة ميدانية قامت بها يوم الخميس 25 يونيو 2020، أظهرت الصور نفوق عدد كبير من أسماكها على جوانب مياها المشبعة بالطحالب والنياتات المائية، حيث أكد رئيسها الخبير البيئي حمزة الودغيري أنه راسل المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالقنيرة في الموضوع للاستفسار عليها وإيجاد أجوبة لأسبابها من أجل أيجاد حلول مناسبة لها كي لا تتكرر في المستقبل.
وحسب تصريح للخبير البيئي الاستاذ حميد راشيل عضو جمعية أساتدة علوم الحياة والارض فرع القنيطرة، أكد أنه من المحتمل أن يكون نفوق أسماك محمية سيدي بوغابة وتكدسها بكميات كبيرة على جوانبها المائية ناتجًا عن نقص في الأكسجين (ولكن لا يزال يتعين التحقق منه) نتيجة تواجد الطحالب بشكل كثيف في مياه البحيرة واضح للعيان (التي تساهم في أكسجة الماء في الظروف العادية والمتوازنة ولا تتسبب هذه المغذيات في قتل الأسماك)، والتي من المرجح ادت إلى اختلال توازن الحياة المائية بثكاثرها بشكل غير عادي.
ويعود سبب تعرض الاسماك للاختناق حسب رأي هذا الخبير البيئي أيضا إلى ارتفاع درجات الحرارة نتيجة موجة الجفاف التي يعرفها المغرب هذه السنة والتي خفضت من مستوى المياه البحيرة بفعل التبخر السريع وقلة الامتدادات المائية خلال الفصل المطير.
ويعد الاختناق في هذه البيئة المائية يسبب انخفاض مستوى الماء بشكل غير طبيعي حسب تصريح للخبير البيئي بنرامل مصطفى رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ. كما يمكن أن يسبب الإجهاد المائي خللاً في هذا النظام البيئي المائي بعد فترة من الجفاف حسب نتائج العديد من الدراسات العلمية التي أجريت في المغرب وخارج المغرب.
وعان المغرب في السنوات الأخيرة من فترات ملحوظة من الجفاف، كما كان الطلب على الماء المستمد من الفرشة المائية كبيرا خصوصا لتلبة الحاجات في الميدان الزراعي والصناعي واستغلاله بشكل غير عقلاني، تسبب في انخفاض احتياطي المياه على مستوى غالبية المسطحات المائية. نفوق أسماك بحيرة أفنورير، واليوم سيدي بوغابة وهناك بشكل مؤكد معانات العديد من المسطحات المائية الأخرى... وبالأمس القريب كان نفوق أسماك مصب نهر أم الربيع بالقرب من أزمور.
وبحيرة محمية سيدي بوغابة تأثرت بدورها بهذا الجفاف الذي تسبب في انخفاض احتياطيها المائي وركود هذه المسطحات المائية وانخفاض نسبة الأكسجين بها، وتزامنت هذه التغيرات مع فترة تكاثر الأسماك في بحيرة سيدي بوغابة التي وجدت نفسها في تنافس على الأوكسجين مع الطحالب وباقي الكائنات الحية التي توجد أيضا في فترة تكاثرها في بيئية تفتقر إليه أصلا، كما أن ارتفاع  الحرارة خفظ أيضا من كمية الأكسجين المتنازع عليها بالفعل في الأوقات العادية.
ووفقًا للعديد من الدراسات والظروف مماثلة، فإن زيادة إمدادات الأكسجين في التيار هي الحل المنطقي لحل هذه المشكلة "التي يجب أن تتناقص على مر السنين". و أنه في بعض الحالات التي تكون فيها البحيرات عميقة بما فيه الكفاية، فإن إنشاء مساحات يمكن للأسماك اللجوء إليها للبحث عن الأكسجين هو أيضًا بديل.
وبهذه المناسبة، رفع نداء على المسؤولين الترابيين والقطاعات الوصية الذين يديرون الوضع البيئي والإداري في هذه الأرض الرطبة المهمة ومعاهد البحث العلمي والمجتمع المدني، والوحيدة ذات المياه العذية على الساحل الاطلسي، من أجل التدخل لإيجاد حلول مناسبة تحفظ البيئة الطبيعية لهذه المنطقة التي تعد ثروة طبيعة للامادية.  
وتجدر الإشارة أن قيمة محمية سيدي بوغابة تتوسط مجالا غابويا غنيا بالأصناف النباتية والحيوانية الأصلية، أو كونها منطقة رطبة مصنفة تستقطب الباحثين عن السكينة وعشاق المناظر الطبيعية الخلابة، ذلك أنها تشكل بحق جوهرة إيكولوجية فريدة تكتسي أهمية بالغة في الحفاظ على التوازنات البيئية وحماية التنوع البيولوجي، في مواجهة آثار التلوث وتقلبات المناخ والزحف العمراني المضطرد.
فعلى بعد نحو 40 كيلومترا من مدينة الرباط وقرابة 7 كيلومترات من مدينة القنيطرة، وفي خلفية شاطئ المهدية، يكتشف الزائر لهذا الموقع أمام ناظره غابة خضراء كثيفة تتألف من أصناف نباتية شتى، من قبيل البلوط والزيتون البري والعرعر الأحمر والدرو والرطم، وتحتضن بين أحراشها ووسط شجيراتها أصنافا حيوانية كثيرة تتوزع بين الثدييات الصغيرة والطيور القاطنة والمهاجرة إلى جانب تنوع فريد من الحشرات واللافقريات وأسماك المياه العذبة الموجودة بالبحيرة.
بنرامل مصطفى