مولاي بوسلهام.. حرائق محمية المرجة الزرقاء المتتالية تثير تساؤلات المسؤولين والمجتمع المدني والمتتبعين

في إطار تتبع جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ للقضايا البيئية وإذكاء الوعي العام بالثقافة والوعي البيئي، نقدم لكل متتبعاتنا ومتتبعينا موضوع مفصل عن الحرائق التي وقت في محمية سيدي بوغابة، وأثرها على التنوع البيولوجي والمحيط الطبيعي.
فقد شب حريق مهول مساء أمس الجمعة ال 17 من يوليوز 2020، بمحمية المرجة الزرقاء بجماعة مولاي بوسلهام إقليم القنيطرة، حيث غطى دخان كثيف المنطقة بأكملها ليشمل الجماعات والدواوير النائية، الأمر الذي استدعى حضور عناصر من السلطة المحلية ورجال إطفاء تابعين لقطاع المياه والغابات وعناصر من الوقاية المدنية وكذا متطوعين من المجتمع المدني المهتم بالبيئة، حيث تم إخماذ الحريق الذي شمل عشرات الهكتارات من المحمية.
فبالرغم من تصنيف محمية المرجة الزرقاء محمية عالمية وبالرغم من جعلها ضمن مخطط لتهيئة وتدبير منطقة المرجة الزرقاء، و الذي تمت المصادقة عليه عام 1998، لازالت المحمية تشهد حرائق متكررة دون معرفة الأسباب الحقيقية.
فقد وقع حريق سابقا يوم 24 ماي 2020 الذي اندلع بإحدى الأشجار بالغابة الواقع بمولاي بوسلهام، افتطن إليه أحد المقدمين الذي قام بإعلام القائد (م.ب) التي قامت بالتدخل قبل أن يتسرب الحريق إلى باقي الأشجار.
وفي 10 غشت 2019 تم تطويق والسيطرة على حريق بمحيط المنطقة الرطبة لمحمية مولاي بوسلهام... حيث اندلع قبل ثلاثة أسابيع في جزء من المروج الجافة للمرجة الزرقاء، في الناحية الشمالية لهذه المنطقة الرطبة الواقعة قرب مولاي بوسلهام، حسب إعلان المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.
وحسب مصادرنا المهتمة بالبيئة والتنمية، فإن محمية المرجة الزرقاء تصنف ضمن المناطق العالمية المحمية، وهي قائمة على بعد 120 كيلومتر شمال الرباط، على شاطئ مولاي بوسلهام في ساحل المحيط الأطلسي، وتمتد على 11420 هكتار، منها 7300 هكتار محمية بيولوجية و6800 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وتبلغ نسبة المياه المالحة فيها 98 في المئة، ونسبة المياه السطحية والجوفية التي تزودها بالمياه العذبة 2 في المئة بما فيها وادي الضراضر وقناة الناظور.
هذا وتعد المحمية موئلاً لتكاثر الأسماك والرخويات وعددها 173 نوعا، وفيها أنواع من النباتات المهمة والنادرة، مثل الأسل (السمار) الذي يستعمله سكان المنطقة في صناعة الحصير، وتستقبل المحمية سنوياً أكثر من 150 ألف طائر موزعة على 82 نوع بينها 16 نوع نادر أو مهدد بالانقراض، وأشهرها الكروان ذو المنقار الدقيق، الذي يبلغ طوله 40 سنتيمتر وتُزين صدره وجانبيه بقع دائرية مميزة.
وتلعب المرجة الزرقاء دورا اجتماعي واقتصادي ينعكس على سكان المنطقة وعددهم 20 ألف نسمة، يعتمدون في عيشهم على استغلال الموارد الطبيعية عن طريق الزراعة التقليدية والحديثة والسياحة والصيد التجاري وتربية المواشي والرياضة المائية.