معا من أجل خلق منتزه السنديان وطني بجبل الودكة بنواحي غفساي إقليم تاونات

في إطار برنامج جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ للتعريف بمحميات المناطق الرطبة والمنتزهات الوطنية، تقدم للمتتبعات البيئيات والمتتبعين البيئيين ملخص عن المؤهلات الطبيعية من أجل خلق منتزه السنديان وطني بجبل الودكة بنواحي غفساي إقليم تاونات.

والتي توجد بالنطاق الشمالي لإقليم تاونات جنوب الريف، حيث تعتبر امتدادا مجاليا لحزام غابوي أخضر، ونظرا لكونه عرضة للتأثيرات المحيطية والمتوسطية فان ذلك ساعد على نمو غابات طبيعية كثيفة ومتدرجة، تمتلك خصوصيات بيئية مناخية وإحيائية وطبيعية جد قوية، تميزها عن باقي التكتلات الجبلية المغربية. فالأهمية البيولوجية للأنواع التي تستوطن في هذه المنطقة، تظهر على مستوى غابات (“السنديان” و”العرعار” و “الصنوبريات” و”السرو” و”الشوح” والأرز..، وحوالي 420 صنفا من الأعشاب الطبية والعطرية.

وهذه معلومات مهمة عن المميزات الطبيعية لجبل ودكة:
• يبلغ ارتفاع جبل ودكة الحقيقي هو 1600 متر.
• أن أعلى نسبة تساقطات خلال شهر واحد سجلت بمحطة ودكة بالمشاع وقد كان ذلك خلال يناير 1970 وبلغت 996،5 ملم؛ كما. بلغت 510 ملم بغفساي في مارس 1960.
• انه خلال سنة 1969 بلغ مجموع التساقطات بمحطة ودكة 2597 ملم و بمحطة تالنسيفت 1637 ملم و بمحطة كتامة 1950 ملم وبالورتزاغ 1160 ملم و بتافرانت 1263 ملم .
• أنه خلال سنة 1963 سجلت بمحطة ودكة 686 ملم خلال 15 يوما ( من 25 دجنبر 1962 إلى 9 يناير 1963 ) ، بل أنه خلال يوم واحد من هذه المدة سقطت 213 ملم.
• منطقة ودكة عرفت خلال سنة 1945 - عام الجفاف بالمغرب - أدنى مستوى للتساقطات ب 591 ملم فقط سجلت بمحطة أوتكا .
• أقصى التساقطات عرفتها منطقة ودكة ما بين 1935 و 1936 بحيث سجلت بمحطة أوتكا المتواجدة على ارتفاع 1115 متر ما مجموعه 2000 ملم .و إذا طبقنا الممال النظري الذي يصل إلى 50 ملم عند كل 100 متر فإن القمة يمكن أن تكون قد سقطت بها 2500 ملم خلال نفس السنة - حسب اﻷستاذ نجيم أعلوان 83).
• الثلج غطى جبل ودكة في شتاء 1928 طيلة 38 يوما - حسب كوربر -
• وصل معدل الثلج بجبل ودكة سنة 1983 إلى 75 سنتمتر و ذلك في 13 يوما من 9 فبراير إلى 21 منه . وخلال فبراير 1991 بلغ علو الثلج 46،4 سنتمتر.
• أكبر حريق عرفته غابة جبل ودكة كان سنة 1984 و استهلك 208 هكتار وهي مساحة توازي ما اجتثه السكان من 1980 إلى 1993.
هذه المعلومات من بحث ميداني للباحث المودن
ولكن للأسف اليوم، هذا التنوع البيولوجي لهذه التشكيلات الغابوية، يواجه تهديدات وتحديات حقيقية بفعل ثالوث الدمار الشامل (الحرائق والتعشيب وزحف زراعة الكيف)، والنشاط القوي والعنيف للتعرية. ولمواجهة هذه التحديات شهد هذا الحزام الغابوي بمنطقتنا، تدخلات لإعادة تثبيت الأوساط الطبيعية المتدهورة، وهي المتمثلة في محيطات تشجير مشروع الديرو والمياه والغابات بدائرة تاونات على وجه الخصوص فيما تواجه دائرة غفساي وعلى راسها غابات السنديان بجبل ودكة اكراهات حقيقية ودمار شامل ينذر بالقضاء عليها فيما تبقى من هذه العشرية.
ونظرا لهذه الأهمية الإيكولوجية، صرح رئيس جماعة الودكة في تصريح سابق لوسائل الإعلام: "أن غابة جبل ودكة تراث طبيعي عالمي يجب الحفاظ عليه وأنه لا مستقبل لجماعة ودكة دون غابات السنديان وبحيراتها الطبيعية، مبرزا أن المجلس الجماعي عمل من جانبه على اتخاذ مجموعة تدابير لحماية ما تبقى من الثروات الغابوية لجبل ودكة، وأن ذلك لا يمكن أن يتأتى إلا إذا تضافرت جهود جميع المتدخلين (إدارة المياه والغابات والسلطة المحلية والأجهزة الأمنية والقضائية والمجتمع المدني والسكان المحليين) بتحديد المسؤوليات اتجاه كل طرف، وعلى كل جهة أن تقوم بدورها وذلك بدء بتحفيظ الملك الغابوي وفرض الصرامة في المخالفات دون تمييز بين هذا وذلك، مؤكدا أننا نتطلع جميعا إلى حماية ثروة طبيعية ذات بعد إيكولوجي وبيولوجي وبيئي يتجاوز الحدود الجغرافية الإقليمية والجهوية والوطنية والدولية، وازاء التدهور الخطير لهذا التراث الطبيعي الموروث عبر الأجيال، فان الوضع يفرض وبإلحاح خلق محمية أو منتزه وطني، وهذا ما قدمناه كمجلس جماعي إلى المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وننتظر الجواب".
ومن خلال هذه الوضعية يجب تكاثف كل المكونات جماعات ترابية والمتدخلين الرسميين في الشأن البيئي ومجتمع مدني من اجل خلق منتزه السنديان وطني بجبل الودكة بنواحي غفساي إقليم تاونات على غرار باقي المنتزهات بالمغرب.